على الشأم، وذلك أن عليّا عليه السلام قال: لأناجزنّهم (?) مصبحا، وتناقل الناس كلمته، ففزع أهل الشأم لذلك، فقال معاوية: قد رأيت أن أعاود عليّا وأسأله إقرارى على الشأم، فقد كنت كتبت إليه فى ذلك فلم يجب إليه، ولأكتبنّ ثانية، فألقى فى نفسه الشك والرّقة، فكتب إليه:
«أما بعد: فإنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت، لم يجنها بعضنا على بعض، ولئن كنا قد غلبنا على عقولنا، لقد بقى لنا منها ما نندم (?) به على ما مضى، ونصلح به ما بقى، وقد كنت سألتك الشأم على أن لا تلزمنى لك بيعة وطاعة، فأبيت ذلك علىّ، فأعطانى الله ما منعت، وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس، فإنى لا أرجو من البقاء إلا ما ترجو، ولا أخاف من الفناء (?) إلا ما تخاف، وقد والله رقّت الأجناد، وذهبت الرجال، ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل، إلّا فضل لا يستذلّ به عزيز، ولا يسترقّ به حرّ، والسلام».
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 24، ومروج الذهب 2: 60 والإمامة والسياسة 1: 88)