زحامهم، ساطع قتامهم (?)، متسربلين سرابيل الموت، أحبّ اللّقاء إليهم لقاء ربهم، وقد صحبتهم ذرّيّة بدرية (?)، وسيوف هاشمية، قد عرفت مواقع نصالها فى أخيك وخالك وجدك وأهلك، وما هى من الظّالمين ببعيد».

(نهج البلاغة 2: 21، وصبح الأعشى 1: 229 ونهاية الأرب 7: 233)

427 - كتاب على إلى مخنف بن سليم

ولما أجمع علىّ عليه السلام أن يسير إلى الشأم لقتال معاوية، كتب إلى عمّاله يستفزّهم، فكتب إلى مخنف بن سليم عامله على أصبهان وهمذان:

«سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فإن جهاد من صدف (?) عن الحق رغبة عنه، وهبّ فى نعاس العمى والضلال اختيارا له، فريضة على العارفين أنّ الله يرضى عمن أرضاه، ويسخط على من عصاه.

وإنا قد هممنا بالسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا فى عباد الله بغير ما أنزل الله، واستأثروا بالفئ، وعطّلوا الحدود، وأماتوا الحقّ، وأظهروا فى الأرض الفساد، واتخذوا الفاسقين وليجة (?) من دون المؤمنين: فإذا ولىّ الله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه، وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه وأدنوه وبرّوه، فقد أصرّوا على الظلم، وأجمعوا على الخلاف، وقديما صدّوا عن الحق، وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين.

فإذا أتيت بكتابى هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك فى نفسك، وأقبل إلينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015