وأىّ سائل كان ألحف مسألة من الحطيئة وألأم؟ ومن ألأم من جرير ابن الخطفى وأبخل؟ ومن أمنع من كثيّر، وأشحّ من ابن هرمة (?)؟ ومن كان يشقّ غبار ابن أبى حفصة (?)؟ ومن كان يصطلى بنار أبى العتاهية؟ ومن كأبى نواس فى بخله؟ أو كأبى يعقوب الخزيمى فى دقة نظره وكثرة كسبه؟ ومن كان أكثر نحرا لجزرة (?) لم تخلق من ابن هرمة؟ وأطعن برمح لم ينبت، وأطعم لطعام لم يزرع، من الخزيمىّ (?)؟ فأين أنت عن ابن يسير؟ وأين تذهب عن ابن أبى كريمة؟
ولم تقصّر فى ذكر الرّقاشّى، ولم تذكر شرّه؟
إن الأعرابى شرّ من الحاضر (?)، سائل جبّار، وثّابة ملّاق، إن مدح كذب، وإن هجا كذب، وإن أيس كذب، وإن طبع كذب، لا يعرفه إلا نطف (?) أو أحمق، ولا يعطيه إلا من يحبّه، ولا يحبه إلا من هو فى طباعه.
ما أبطأكم عن البذل فى الحق، وأسرعكم إلى البذل فى الباطل! فإن كنتم الشعراء تفضّلون، وإلى قولهم ترجعون، فقد قال الشاعر:
قليل المال تصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير على الفساد
وقد قال الشّمّاخ بن ضرار:
لمال المرء يصلحه فيغنى ... مفاقره، أعفّ من القنوع (?)