البخل شديد الحبّ للذّكر، ويكون بخله أوشج، ولؤمه أقبح، فينفق أمواله، ويتلف خزائنه، ولم يخرج كفافا (?) ولم ينج سليما، كأنك لم تر بخيلا مخدوعا (?)، وبخيلا مضعوفا (?)، وبخيلا مضياعا، وبخيلا نفّاجا (?)، وبخيلا ذهب ما له فى البناء، وبخيلا ذهب ماله فى الكيمياء (?)، وبخيلا أنفق ما له فى طمع كاذب، وعلى أمل خائب، وفى طلب الولايات، والدخول فى القبالات (?)، وكانت فتنته بما يؤمّل من الإمرة، فوق فتنته بما قد حواه من الذهب والفضة، قد رأيناه ينفق على مائدته وفاكهته ألف درهم فى كل يوم، وعنده فى كل يوم عرس (?)، ولأن يطعن طاعن فى الإسلام أهون عليه من أن يطعن طاعن فى الرغيف الثانى، ولشقّ عصا الدين أهون عليه من شقّ رغيف، لا يعدّ الثّلمة (?) فى عرضه ثلمة، ويعدّها فى ثريدته من أعظم الثّلم، وإنما صارت الآفات إلى أموال البخلاء أسرع، والجوائح عليهم أكلب (?)، لأنهم أقلّ توكّلا، وأسوأ بالله ظنا. والجواد إما أن يكون متوكلا، وإما أن يكون أحسن بالله ظنا، وهو على كل حال بالمتوكّل أشبه، وإلى ما أشبه أنزع (?)، وكيفما دار أمره، ورجعت الحال (?) به، فليس ممن يتّكل على حزمه، ويلجأ إلى كيسه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015