أسرع منها إلى أموال البخلاء، ولا رأينا عدد من افتقر من البخلاء أقلّ، والبخيل عند الناس ليس هو الذى يبخل على نفسه فقط، فقد يستحقّ عندهم اسم البخيل، ويستوجب الذمّ، من لا يدع (?) لنفسه هوّى إلا ركبه، ولا حاجة إلا قضاها، ولا شهوة إلا ركبها، وبلغ فيها غايته، وإنما يقع عليه اسم البخيل إذا كان زاهدا فى كل ما أوجب الشكر، ونوّه بالذكر، وادّخر الأجر، وقد يعلّق البخيل على نفسه من المؤن، ويلزمها من الكلف، ويتخذ من الجوارى والخدم، ومن الدوابّ والحشم (?)، ومن الآنية العجيبة، ومن البزّة (?) الفاخرة، والشّارة (?) الحسنة، ما يربى (?) على نفقة السّخىّ المثرى، ويضعف (?) على جود الجواد الكريم، فيذهب ماله وهو مذموم، ويتغيّر حاله وهو ملوم، وربما غلب عليه حبّ القيان (?)، واشتهر (?) بالخصيان، وربما أفرط فى حبّ الصيد، واستولى عليه حبّ المراكب (?)، وربما كان إتلافه فى العرس والخرس (?) والوليمة، وإسرافه فى الإعذار (?) وفى العقيقة (?) والوكيرة (?)، وربما ذهبت أمواله فى الوضائع (?) والودائع، وربما كان شديد