القتل على ذلك إلا أقبح من إنكاره، فكيف يكفّر العبد بشىء ولا يكفر بأعظم منه؟
وقد كان بعض الصالحين ربما وعظ الجبابرة، وخوّفهم العواقب، وأراهم أن فى الناس بقيّة ينهون عن الفساد فى الأرض، حتى قام عبد الملك بن مروان، والحجاج ابن يوسف، فزجرا عن ذلك وعاقبا عليه، وقتلا فيه، فصاروا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فاحسب تحويل القبلة كان غلطا، وهدم البيت كان تأويلا، واحسب ما رووا من كل وجه أنهم كانوا يزعمون أن خليفة المرء فى أهله أرفع عنده من رسوله إليهم (?)، باطلا ومسموعا مولّدا، واحسب وسم أيدى المسلمين (?)، ونقش أيدى المسلمات، وردّهم بعد الهجرة إلى قراهم، وقتل الفقهاء، وسبّ أئمة الهدى، والنّصب لعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يكون كفرا، كيف تقول فى جمع ثلاث صلوات فيهن الجمعة، ولا يصلّون أولاهنّ حتى تصير الشمس على أعالى الجدران كالملاء المعصفر (?)، فإن نطق مسلم خبط بالسيف، وأخذته العمد، وشكّ بالرماح، وإن قال قائل: اتق الله، أخذته العزّة بالإثم، ثم لم يرض إلا بنثر دماغه على صدره، وبصلبه حيث تراه عياله.