كان تجوير النابتىّ لربه، وتشبيهه بخلقه، أعظم من ذلك وأفظع، على أنهم مجمعون على أنه: ملعون من قتل مؤمنا، متعمّدا أو متأوّلا، فإذا كان القاتل سلطانا جائرا، أو أميرا عاصيا، لم يستحلّوا سبّه ولا خلعه ولا نفيه ولا عيبه، وإن أخاف الصلحاء، وقتل الفقهاء، وأجاع الفقير، وظلم الضعيف، وعطّل الحدود والثّغور، وشرب الخمور، وأظهر الفجور! ثم ما زال الناس يتسكّعون مرة، ويداهنونهم مرة، ويقاربونهم مرة، ويشاركونهم مرة، إلّا بقيّة ممّن عصمه الله تعالى ذكره، حتى قام عبد الملك بن مروان، وابنه الوليد، وعاملهما الحجاج بن يوسف، وموه لا يزيد بن أبى مسلم، فأعادوا على البيت بالهدم (?)، وعلى حرم المدينة بالغزو (?)، فهدموا الكعبة، واستباحوا الحرمة، وحوّلوا قبلة واسط (?)، وأخّروا صلاة الجمعة إلى مغيربان (?) الشمس، فإن قال رجل لأحدهم: اتّق الله فقد أخّرت الصلاة عن وقتها، قتله على هذا القول جهارا غير ختل (?)، وعلانية غير سرّ، ولا يعلم