أمير جيش المسلمين بذرارىّ المشركين، وكيف تقول فى قول عبيد الله بن زياد لإخوته وخاصّته: دعونى أقتله، فإنه بقيّة هذا النّسل، فأحسم به هذا القرن، وأميت به هذا الداء، وأقطع به هذه المادة.
خبّرونا! علام تدلّ هذه القسوة، وهذه الغلظة، بعد أن شفوا أنفسهم بقتلهم، ونالوا ما أحبّوا فيهم؟ أتدلّ على نصب (?) وسوء رأى وحقد وبغضاء ونفاق، وعلى يقين مدخول، وإيمان مخروج، أم تدلّ على الإخلاص، وعلى حبّ النبى صلى الله عليه وسلم، والحفظ له، وعلى براءة السّاحة وصحّة السّريرة؟ فإن كان ما وصفنا لا يعدو الفسق والضلال- وذلك أدنى منازله- فالفاسق ملعون، ومن نهى عن [سبّ (?)] الملعون فملعون.
وزعمت نابتة عصرنا ومبتدعة دهرنا: أن سبّ ولاة السّوء فتنة، ولعن الجورة بدعة، وإن كانوا يأخذون السّمىّ بالسّمىّ، والولىّ بالولىّ (?) والقريب بالقريب، وأخافوا الأولياء، وأمّنوا الأعداء، وحكموا بالشفاعة والهوى، وإظهار الغدرة والتهاون بالأمة، والقمع للرعية، وأنهم فى غير مداراة ولا تقيّة. وإن عدا ذلك إلى الكفر، وجاوز الضلال إلى الجحد، فذاك أضلّ ممن كفّ عن شتمهم والبراءة منهم، على أنه ليس من استحق اسم الكفر بالقتل، كمن استحقه بردّ السنة وهدم الكعبة، وليس من استحق اسم الكفر بذلك، كمن شبّه الله بخلقه، وليس من استحق الكفر بالتشبيه كمن استحقه بالتجوير (?) والنابتة فى هذا الوجه أكفر من يزيد وأبيه،