وادّعوه عليه، وهذا كله بحضرة جلّة (?) المهاجرين والسّلف المقدّمين، والأنصار والتابعين.

ولكن الناس كانوا على طبقات مختلفة، ومرانب متباينة، من قاتل، ومن شادّ على عضده، ومن خاذل عن نصرته، والعاجز ناصر بإرادته، ومطيع بحسن نيّته، وإنما الشك منّا فيه وفى خاذله، ومن أراد عزلة والاستبدال به، فأمّا قاتله والمعين على دمه والمريد لذلك منه، فضلّال، لا شكّ فيهم، ومرّاق، لا امتراء (?) فى حكمهم، على أن هذا لم يعد منهم الفجور: إما على سوء تأويل، وإما على تعمّد للشّقاء. ثم ما زالت الفتن متصلة، والحروب مترادفة، كحرب الجمل، وكوقائع صفّين، وكيوم النّهروان، وقبل ذلك يوم الزّابوقة (?)، وفيه أسر ابن حنيف (?)، وقتل حكيم بن جبلة، إلى أن قتل أشقاها (?) علىّ بن طالب، رضوان الله عليه، فأسعده الله بالشهادة، وأوجب لقاتله النار واللّعنة، إلى أن كان من اعتزال الحسن عليه السلام الحروب، وتخليته الأمور، عند انتثار أصحابه، وما رأى من الخلل فى عسكره، وما عرف من اختلافهم على أبيه، وكثرة تلوّنهم عليه، فعندها استوى معاوية على الملك، واستبد على بقية الشّورى، وعلى جماعة المسلمين من الأنصار والمهاجرين، فى العام الذى سمّوه عام (?) الجماعة، وما كان عام جماعة، بل كان عام فرقة وقهر وجبريّة وغلبة، والعام الذى تحولت فيه الإمامة ملكا كسرويّا، والخلافة غصبا قيصريا، ولم يعد ذلك أجمع الضلال والفسق، ثم ما زالت معاصيه من جنس ما حكينا وعلى منازل ما رتّبنا، حتى رد قضّية رسول الله صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015