مجرّدا بعد سحبه! ؟ وهى الخرزة (?) التى جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كفئا لبناته (?) وأياماه وعقائله، بعد السبّ والتعطيش والحصر الشديد، والمنع من القوت، مع احتجاجه عليهم وإفحامه لهم، ومع اجتماعهم على أن دم الفاسق حرام كدم المؤمن، إلا من ارتدّ بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان (?) أو قتل مؤمنا على عمد، أو رجل عدا على الناس بسيفه، فكان فى امتناعهم منه عطبه (?)، ومع اجتماعهم على ألا يقتل من هذه الأمة مولّ، ولا يجهز منها على جريح، ثم مع ذلك كله ذمروا (?) عليه وعلى أزواجه وحرمه، وهو جالس فى محرابه، ومصحفه يلوح فى حجره، لن يرى أن موحّدا يقدم على قتل من كان فى مثل صفته وحاله.
لا جرم (?) لقد احتلبوا به دما لا تطير رغوته، ولا تسكن فورته، ولا يموت ثائره، ولا يكلّ طالبه، وكيف يضّيع الله دم وليّه، والمنتقم له! ؟ وما سمعنا بدم بعد دم يحيى (?) بن زكريا عليهما السلام غلا غليانه، وقتل سافحه (?) وأدرك بطائلته، وبلغ كل محبته، كدمه، رحمة الله عليه.
ولقد كان لهم فى أخذه وفى إقامته للناس، والاقتصاص منه، وفى بيع ما ظهر من رباعه (?) وحدائقه وسائر أمواله، وفى حبسه بما بقى عليه، وفى طمره (?) حتى لا يحسّ بذكره، ما يغنيهم عن قتله إن كان قد ركب كلّ ما قذفوه به،