وكان عبد الله بن الحسن الأصبهانى، يخلف عمرو بن مسعدة على ديوان الرسائل، فكتب إلى خالد بن يزيد بن مزيد:
«إن المعتصم أمير المؤمنين ينفخ منك فى غير فحم، ويخاطب امرأ غير ذى فهم».
فقال محمد بن عبد الملك الزيات: هذا كلام ساقط سخيف، جعل أمير المؤمنين ينفخ بالزّق (?) كأنه حداد! وأبطل الكتاب.
ثم كتب محمد بن عبد الملك إلى عبد الله بن طاهر:
«وأنت تجرى أمرك على الأربح فالأربح، والأرجح فالأرجح، لا تسعى بنقصان، ولا تميل برجحان».
فقال عبد الله الأصبهانى: الحمد لله، قد أظهر من سخافة اللفظ، ما دل على رجوعه إلى صناعته من التجارة (?)، بذكره ربح السّلع، ورجحان الميزان، ونقصان الكيل، والخسران من رأس المال، فضحك المعتصم وقال: ما أسرع ما انتصف الأصبهانى من محمد، وحقدها عليه ابن الزيات حتى نكبه.
(الأغانى 20: 49)