وعمود المملكة، وأعظم الأمور الجليلة قدرا، وأعلاها خطرا، أحببت أن أتحفك من آلتها بما يخف عليك محمله، وتثقل (?) مع ذلك قيمته، ويكثر نفعه، ويجلّ خطره، فبعثت إليك أقلاما من القصب النابت فى الأعذاء (?)، المغذوّ بماء السماء، كاللآلئ المكنونة فى الصّدف، والأحجار المحجوبة بالسّدف، تنبو عن تأثير الأسنان، ولا يثنيها غمز البنان، قد كستها طبائعها جوهرا كالوشى الخطير، وفرند الدياج المنير (?)، فهى كما قال الكميت:
وبيض رقاق صفاح المتون ... تسمّع للبيض فيها صريرا (?)
مهنّدة من عتاد الملوك ... يكاد سناهنّ يعشى البصيرا
وكقداح النّبل فى ثقل أوزانها، وقضب الخيزران فى اعتدالها، ووشيج الخطّىّ (?) فى اطّرادها، كأنما خرطت فى شهر (?) لاستدارتها، تمرّ فى القرطاس كالبرق اللائح، وتجرى فى الصّحف كالماء السائح، أحسن من العقيان (?)، فى نحور القيان».
(أدب الكتاب ص 71 وزهر الآداب 2: 248)