فقدم به على المأمون، فأمر بضرب عنقه (سنة 217) ثم بعث رأسه فطيف به فى الأقطار، ثم ألقى بعد ذلك فى البحر.
ولما قتله المأمون أمر أن تكتب رقعة وتعلّق على رأسه ليقرأها الناس، وفيها.
«أما بعد: فإن أمير المؤمنين كان دعا علىّ بن هشام فيمن دعا من أهل خراسان أيام المخلوع إلى معاونته والقيام بحقه، وكان فيمن أجاب وأسرع الإجابة، وعاون فأحسن المعاونة، فرعى أمير المؤمنين له ذلك، واصطنعه (?) وهو يظنّ به تقوى الله وطاعته، والانتهاء إلى أمر أمير المؤمنين فى عمل إن أسند إليه فى حسن السّيرة، وعفاف الطّعمة (?)، وبدأه أمير المؤمنين بالإفضال عليه، فولّاه الأعمال السّنيّة، ووصله بالصّلات الجزيلة، التى أمر أمير المؤمنين بالنظر فى قدرها، فوجدها أكثر من خمسين ألف ألف درهم، فمدّ يده إلى الخيانة، والتضييع لما استرعاه من الأمانة فباعده عنه وأقصاه، ثم استقال أمير المؤمنين عثرته، فأقاله إياها، وولّاه الجبل وأذربيجان وكور أرمينية، ومحاربة أعداء الله الخرّميّة (?) على أن لا يعود لما كان