إليه أنه يقول: إن الملك «يعنى النعمان» عامله، وإنه هو ولّاه ما ولاه، فلم يزالوا بذلك حتى أضغنوه عليه، فأرسل إليه: عزمت عليك إلّا زرتنى، فإنى قد اشتقت إلى رؤيتك وعدىّ يومئذ عند كسرى، فاستأذن كسرى فأذن له، فلما أتاه لم ينظر إليه حتى حبسه فى محبس لا يدخل عليه فيه أحد، فجعل عدىّ يقول الشعر وهو فى السجن (?)، وكان كلما قال شعرا بلغ النعمان وسمعه، فندم على حبسه إياه، وجعل يرسل إليه ويعده ويمنّيه، ويفرق أن يرسله فيبغيه الغوائل. فلما طال سجن عدى كتب إلى أخيه أبىّ وهو مع كسرى بشعر فقال:

أبلغ أبيّا على نأيه ... (وهل ينفع المرء ما قد علم) (?)

بأن أخاك شقيق الفؤا ... د كنت به واثقا ما سلم (?)

لدى ملك، موثق بالحديد، إمّا بحقّ وإما ظلم ... فلا أعرفنك كذات الغلا

م ما لم تجد عارما تعترم (?) ... فأرضك أرضك إن تأتنا

تنم نومة ليس فيها حلم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015