فى دولتكم بريبة التمويه، وخدع التشبيه، أيسر عليه كلفة، وأعظم فيكم جرحا ونكاية، فتوقّوا هذه الطبقة أشدّ التوقّى، فإن أكثر من يلجأ إلى استباحة الحيلة، من عجز عن المباداة (?) والإصحار، وعند ظهور الحازم وغلبته يحترز من لطيف الخدع، وخفىّ الاستدراج.
واحذروا- معشر شيعة أمير المؤمنين- من استمهال الطّاءة (?)، والركون إلى راحة الدّعة، ما قد رأيتم وباله عاد على أهله، وأورثتهم عواقبه طول الندم والحسرة، فإنكم قد كنتم فى حال المراقبة لعدوّكم، والخوف لبائقته (?)، متيقّظين متحفّظين لما كان يرومكم به من ختله (?) وحيله، ثم أفضيتم إلى الحجّ، وقد جهدكم السعى، ومسّكم النّصب، وسيلقى الشيطان فى أمانيّكم أن قد اكتفيتم بسالف ما قاسيتم، ويجد من ضعف العزائم معينا داعيا إلى اعتنام الخفض، والإحلاد إلى الأرض، ما لم تعتصموا بما عاينتم من الاعتبار، وتمتثلوا مواضى الآثار فيمن سلف من القرون الخالية، وما أفضت به إليه الغرّة من زوال النعم، ووقوع الغير، فإن جميع ما خوّلكم الله وأفادكم مرتهن بما ألزمكم من حياطته واستمائه، فقد وجبت عليكم الحجّة بما حضّكم الله عليه، وعظمت عليكم المنّة بما هداكم إليه، وأراكم من آياته ومثلاته (?) فيمن خلا قبلكم، ما فيه أبلغ الإعذار والإنذار لكم، ومن اجتمع له اقتناء صواب من تقدّمه، إلى ما ينبعث من نفسه، فكأنّه قد اختبر بالتجربة، مع استمداده بما يستفيد ويستزيد ما يفتح لبّه ورأيه. وايقنوا أنكم لن تصلوا إلى من