الآخذين لها بحقّها، بل الذى يلزمكم استدامتها والقيام بحفظها، على حسب ما أولاكم الله منها، فربما كان الذى يعقب أهلها من الغفلة والاغترار، ويلهيهم بها من حبورها (?) وسرورها، أعظم إثما وحوبا (?) مما يخاف على أهل البطالة والضرّ، من ضعف العزم، وقلة الصبر، لما يستولى عليهم من استكانة الذّلّة، والاغترار بالتقصير، والفزع إلى ربهم فى تنفيس كربهم، فإنه تبارك وتعالى قد وصف أهل الطبقتين فقال:

«وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ» فحاجتكم- إذ أنجح الله سعيكم، وأظفركم بطلبتكم- إلى حياطة ما أودعكم الله من مننه، وحراسة ما آتاكم الله من فضله بالشكر الممترى (?) للمزيد.

فتعهّدوا- معشر شيعة أمير المؤمنين- أنفسكم بتذكّر ما سهّل الله لكم من الحزونة (?)، وذلّل لكم من الصّعوبة، وحكم لكم به من النصر، على مرّاق (?) الملّة، ومخالفى أهل القبلة، وأباحكم من ديارهم وأموالهم، فأصبحتم- بمنّ الله عليكم- حماة الدين، وأنصار الأئمة الراشدين، وحصون كافّة المسلمين، بعد ما اجتثّ (?) الله بكم قرون النفاق، وأبار بكم صناديد الضّلالة، وشرّد بمن لم تستحمله سيوفكم، وأضرع (?) إليكم من أذعن واستسلم، وقد استشرفكم (?) - معشر شيعة أمير المؤمنين- أهل الشّنآن، ولا حظوكم بأعين الحسد والمنافسة، فبين ذلك مجهر معالن (?)، ومستسرّ مداهن، وداخل فى عدادكم، ووالج فى سوادكم (?)، يرى أمنه بين ظهوركم، فطعنه عليكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015