فسكتب إليه محمد بن عبد الله:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله المهدىّ (?) محمد بن عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد:
«أما بعد: «طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ.
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ.
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ» وأنا أعرض عليك من الأمان مثل الذى عرضت علىّ، فإن الحقّ حقّنا، وإنما ادّعيتم هذا الأمر بنا، وخرجتم له بشيعتنا وحظيتم بفضلنا، وإن أبانا عليّا كان الوصىّ، وكان الإمام، وكيف ورثتم ولايته وولده أحياء؟ ثم قد علمت أنه لم يطلب هذا الأمر أحد له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا، وشرف آبائنا، لسنا من أبناء اللّعناء ولا الطّرداء ولا الطّلقاء، وليس يمتّ (?) أحد من بنى هاشم بمثل الذى نمتّ به من القرابة والسابقة والفضل، وإنا بنو أمّ أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت عمرو (?) فى الجاهلية، وبنو بنته فاطمة فى الإسلام دونكم، إن الله اختارنا واختار لنا، فوالدنا من النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، ومن السّلف أولهم إسلاما علىّ، ومن الأزواج أفضلهن خديجة الطاهرة، أول من آمن بالله وصلى إلى القبلة، ومن البنات خيرهن