وكتب عبد الحميد فى مولود ولد له- وهو أول مولود كان- إلى أخ له:
«أما بعد، فإنى (?) ما أتعرّف من مواهب الله نعمة خصصت بمزيتها، وأصفيت (?) بخصيصتها (?)، كانت أسرّ لى من هبة الله لى ولدا سميته «فلانا»، وأمّلت ببقائه بعدى حياة ذكرى، وحسن خلافة فى حرمتى، وإشراكه إياى فى دعائه، شافعا لى إلى ربه (?) عند خلواته فى صلاته وحجه، وكل موطن من مواطن طاعته، فإذا نظرت إلى شخصه تحرّك به وجدى، وظهر به سرورى، وتعطّفت عليه منى أنسة (?) الولد، وتولّت عنى به وحشة الوحدة، فأنا به جذل (?) فى مغيبى ومشهدى أحاول مسّ جسده بيدى فى الظّلم، وتارة أعانقه وأرشفه. ليس يعدله عندى عظيمات الفوائد ولا منفسات (?) الرغائب، سرّنى به واهبه لى على حين حاجتى. فشدّ به أزرى (?) وحمّلنى من شكره فيه ما قد آدنى (?) بثقل حمل النّعم السالفة إلىّ به، المقرونة سرّاؤها فى العجب بتارات ما يدركنى به من رقّة الشفقة عليه، مخافة مجاذبة المنايا إياه، ووجلا من عواصف الأيام عليه.