ثم غدونا يا أمير المؤمنين إلى أرض وصف لنا صيدها بالكثرة، ورياضها بالنزهة، فزلّ واصفها عن الطريقة، واعتمد بنا على غير الحقيقة، فأتيناها فلم نر صيدا ولا عشبا، ولا نزهة ولا حسنا، فجعلنا نسلك منها حزونا (?) ووعورا، وجدوبا وقفر، حتى قصّر بنا اليأس عن الطلب، وقطع بنا عن الطمع النّصب. فبينا نحن كذلك إذ بدا لنا جأب (?) قد أوفى بنا على حائل (?) بهادل غابة، من ورائها حمير وحش كثيرة فأممناها، فلما تطرّفنا مشيا (?) وتقريبا إلى عاناته، توالى نهيقه، وكثر شهيقه، فالتفتن إليه، فرمقن بأعينهن منّا ما استكثرن شخصه، واستهولن أمره، حتى إذا كنا بمرأى ومسمع انجذبن مولّيات، وهربن مسيّبات (?)، فأجهدنا الركض فى طلبهن، نتبع آثارهنّ، ونستشفّ (?) يلاء بين أحفار ودكادك وخناذيذ (?)، حتى أشفى (?) بنا الطلب لها على واد هائل سائل بجنبتيه غابة أشبة قد سبقن إليها، واستخفين فيها، فنظمناها بالخيل نظم الخرز، ثم أوغلت عدة فرسان فى نفضها ومعرفة أحوالها، والطبول خافقة، والأصوات شاهقة، فكان وكان، والحمد لله على كل حال». (اختيار المنظوم والمنثور 12: 224)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015