الشّبهات، وما يدعو إليه نقصان الأديان، وتستويهم به الغوايات، وأوضح لهم أعلام الحق، ومنازل المراشد، وطرق الهدى، وأبواب النجاة، ومعالق العصمة، غير مدّخر لهم نصحا، ولا مبتغ فى إرشادهم غنما.
فكان مما قدّم إليهم فيه نهيه، وأعلمهم سوء عاقبته، وحذّرهم إصره (?) وأوعز إليهم ناهيا وواعظا وزاجرا، الاعتكاف على هذه التماثيل من الشّطرنج (?)، والمواصلة عليها؛ لما فى ذلك من عظيم الإثم، وموبق الوزر، مع مشتغلتها عن طلب المعاش، وإضرارها بالعقول، ومنعها من حضور الصّلوات فى مواقيتها مع جميع المسلمين.
وقد بلغ أمير المؤمنين أن ناسا ممن قبلك من أهل الإسلام قد ألهجهم (?) الشيطان بها، وجمعهم عليها، وألّف بينهم فيها، فهم معتكفون عليها من لدن صبحهم إلى ممساهم (?)، ملهية لهم عن الصلوات، شاغلة لهم عما أمروا به من القيام بسنن دينهم، وافترض عليهم من شرائع أعمالهم، مع مداعبتهم فيها، وسوء لفظهم عليها، وإن ذلك من فعلهم ظاهر فى الأندية والمجالس، غير منكر ولا معيب، ولا مستفظع عند أهل الفقه، وذوى الورع والأديان والأسنان منهم، فأكبر أمير المؤمنين ذلك وأعظمه، وكرهه واستكبره، وعلم أن الشيطان عند ما يئس من بلوغ إرادته فى معاصى