بالعجب وراء ظهره، ورأى أن صاحبه أعقل منه، وأحمد (?) فى طريقته، وعلى كل واحد من الفريقين أن يعرف فضل نعم الله جلّ ثناؤه، من غير اغترار برأيه، ولا تزكية لنفسه، ولا تكاثر على أخيه أو نظيره، وصاحبه وعشيره، وحمد الله واجب على الجميع، وذلك بالتواضع لعظمته، والتذلّل لعزّته، والتحدّث بنعمته.
وأنا أقول فى كتابى هذا ما سبق به المثل: «من يلزم النصيحة (?) يلزمه العمل» وهو جوهر هذا الكتاب، وغرّة كلامه، بعد الذى فيه من ذكر الله عزّ وجل، فلذلك جعلته آخره، وتمّمته به، تولّانا الله وإياكم يا معشر الطّلبة والكتبة، بما يتولّى به من سبق علمه بإسعاده وإرشاده، فإن ذلك إليه وبيده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
(صبح الأعشى 1: 85، ومقدمة ابن خلدون ص 275، وكتاب الوزراء والكتاب ص 70)
«أما بعد: فإن الله شرع دينه بإنهاج (?) سبله، وإيضاح معالمه بإظهار فرائضه، وبعث رسله إلى خلقه دلالة لهم على ربوبيّته، واحتجاجا عليهم برسالاته، وتقدّما إليهم بإنذاره ووعيده، ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حىّ عن بيّنة، ثم ختم بنبيه صلى الله عليه وسلم وحيه، وقفّى به رسله، وابتعثه لإحياء دينه الدارس (?)، مرتضيا له على حين انطمست الأعلام مختفية، وتشتّتت السّبل متفرقة، وعفت آثار الدين دارسة، وسطع رهج (?) الفتن، واعتلى قتام الظّلم، واستنهد (?)