إلى مواضعها، على ما وصف (?) لك أمير المؤمنين ودبابتك فى أوقاتها التى قدّر لك، وطلائعك حيث أمرك، وجندك على ما عبّأ لك، قد خطرت عليهم بنفسك، وتقدّمت إلى جندك إن طرقهم طارق، أو فاجأهم عدو، ألّا يتكلّم أحد منهم رافعا صوته بالتكبير، مغرقا فى الإجلاب، معلنا بالإرهاب لأهل (?) الناحية التى يقع بها العدوّ طارقا، وليشرعوا رماحهم مادّين (?) لها فى وجوههم، ويرشقونهم بالنّبل مكتنّين (?) بترستهم، لازمين لمراكزهم، غير مزيلى (?) قدم عن موضعها، ولا متجاوزين (?) إلى غير مركزهم، وليكبّروا ثلاث تكبيرات متواليات، وسائر الجند هادون، لتعرف موضع (?) عدوك من معسكرك، فتمدّ أهل تلك الناحية بالرجال من أعوانك وشرطتك، ومن انتخبت قبل ذلك عدّة للشدائد بحضرتك، وتدسّ إليهم النشّاب والرماح.
وإياك أن يشهروا سيفا يتجالدون به، وتقدّم إليهم أن لا يكون قتالهم فى تلك المواضع لمن طرقهم إلا بالرماح، مسندين لها إلى صدورهم، والنّشّاب راشقين به وجوههم، قد ألبدوا (?) بالتّرسة، واستجنّوا بالبيض، وألقوا عليهم سوابغ الدروع وجباب الحشو، فإن صدّ العدو عنهم حاملين على ناحية أخرى، كبّر أهل تلك الناحية التى يقع فيها كفعل الناحية الأولى (?)، وبقيّة العسكر سكوت، والناحية التى صدّ عنها العدو لازمة لمراكزها منتطقة الهدو، ساكنة الريح (?)، ثم عملت فى تقويتهم وإمدادهم بمثل صنيعك بإخوانهم.