الأرض بقدر أصحابه، فيحتفروه عليهم خندقا، يطيفونه بعد ذلك بخنادق الحسك (?)، طارحين لها دون اشتجار الرماح (?)، ونصب التّرسة، لها بابان قد وكّلت بحفظ كل باب منهما رجلا من قوادك، فى مائة رجل من أصحابه، فإذا فرغ من الخندق كان ذلك القائدان بمن معهما من أصحابهما أهل ذلك المركز، وموضع تلك الخيل، وكانوا هم البوابين والأحراس لذينك الموضعين (?)، قد كفوهما وضبطوهما، وأعفيوا من أعمال العسكر ومكروهه غيرهما.
واعلم أنك إذا كنت على خندق أمنت (?) بإذن الله وقوته طوارق عدوّك وبغتاتهم، فإن راموا تلك منك، كنت قد أحكمت ذلك وأخذت بالحزم فيه، وتقدمت فى الإعداد له، ورتقت مخوف الفتق منه، وإن تكن العافية (?) استحقبت حمد الله عليها، وارتبطت شكره بها، ولم يضررك أخذك بالحزم، لأن كل كلفة ونصب ومئونة إنفاق ومشقّة عمل، مع السّلامة، غنم وغير خطر بالعاقبة، إن شاء الله.
فإن ابتليت ببيات عدوك، أو طرقك رائعا (?) فى ليلك، فليلفك حذرا معدا مشمّرا عن ساقك، حاسرا عن ذراعك، متشزّنا لحربك، قد تقدّمت درّاجتك