في الصيف، قلتم حمارة1 القيظ، أنظرنا2 ينصرم الحر عنا؛ فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون؛ فأنتم والله من السيف أفر! يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا طغام3 الأحلام! ويا عقول ربات الحجال4، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندمًا، وأعقبت سدمًا5! قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحًا6، وشحنتم صدري غيظًا، وجرعتموني نغب التهام أنفاسًا7، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان؛ حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا رأي له في الحرب! لله درهم8! ومن ذا يكون أعلم بها مني، أو أشد لها مراسًا؟ فوالله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، ولقد نيفت9 اليوم على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع "يقولها ثلاثًا".

فقام إليه رجل ومعه أخوه10 فقال:

"يا أمير المؤمنين أنا وأخي هذا، كما قال الله تعالى: {رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015