غطاؤها، وأشرقت أرضها وسماؤها، وطلعت الشمس من مطلعها وبزغ القمر من مبزغه، وأخذ القوس باريها، وعاد السهم إلى النزعة1. ورجع الحق إلى نصابه2، في أهل بيت نبيكم، أهل الرأفة والرحمة بكم العطف عليكم.

أيها الناس: إنا والله ما خرجنا في طلب هذا الأمر لنكثر لجينا، ولا عقيانًا3 ولا نحقر نهرًا، ولا نبني قصرًا، وإنما أخرجنا الأنفة من ابتزازهم حقنا، والغضب لبني عمنا، وما كرثنا4 من أموركم، وبهظنا من شئونكم، ولقد كانت أموركم ترمضنا5 ونحن على فرشنا، ويشتد علينا سوء سيرة بني أمية فيكم، وخرقكم بكم، واستدلالهم بكم، واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم ومغانمكم عليكم، لكم ذمة تبارك وتعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة العباس رحمه الله أن نحكم فيكم بما أنزل الله، ونعمل فيكم بكتاب الله، ونسير في العامة منكم والخاصة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبًّا تبًّا لبني حرب بن أمية وبني مروان، وآثروا في مدتهم وعصرهم العاجلة على الآجلة، والدار الباقية، فركبوا الآثام، وظلموا الأنام، وانتهكوا المحارم، وغشوا الجرائم، وجاروا في سيرتهم في العباد، وسنتهم في البلاد، التي بها استلذوا تسربل الأوزار، وتجلبب الآصار6، ومرحوا في أعنة المعاصي، وركضوا في ميادين الغي، جهلًا باستدراج الله، وأمنًا لمكر الله، فأتاهم بأس الله بياتًا وهم نائمون، فأصبحوا أحاديث، ومزقوا كل ممزق، فبعدًا للقوم الظالمين، وأدالنا7 الله من مروان، وقد غره بالله الغرور، وأرسل لعدو الله في عنانه، حتى عثر في فضل خطامه، فظن عدو الله أن لن يقدر عليه، فنادى حزبه، وجمع مكايده، ورمى بكتائبه، فوجد أمامه ووراءه، وعن يمينه وشماله، من مكر الله وبأسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015