الفاسق في بطنه، المأبون1 في فرجه؛ فخالف القرآن، واتبع الكهان، ونادم القرد، وعمل بما يشتهيه، حتى مضى على ذلك لعنه الله، وفعل به وفعل، ثم ولى مروان بن الحكم، طريد لعين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله وابن لعينه، فاسق في بطنه وفرجه، فالعنوه والعنوا آباءه.

ثم تداولها بنو مروان بعده، أهل بيت اللعنة، طرداء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله، وقوم من الطلقاء، ليسوا من المهاجرين والأنصار، ولا التابعين بإحسان؛ فأكلوا مال الله أكلًا، ولعبوا بدين الله لعبًا، واتخذوا عباد الله عبيدًا، يورث ذلك الأكبر منهم الأصغر، فيا لها أمة! ما أضيعها وأضعفها! والحمد لله رب العالمين، ثم مضوا على ذلك من سيء أعمالهم، واستخفافهم بكتاب الله تعالى، قد نبذوه وراء ظهورهم لعنهم الله، فالعنوهم كما يستحقون، وقد ولي منهم عمر بن عبد العزيز؛ فبلغ ولم يكد وعجز عن الذي أظهره حتى مضى لسبيله -ولم يذكره بخبر ولا شر-.

ثم ولي يزيد بن عبد الملك، غلام ضعيف سفيه، غير مأمون على شيء من أمور المسلمين، لم يبلغ أشده2، ولم يؤنس رشده، وقد قال الله عز وجل: {فَإِنْ آنَسْتُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015