وفيه ثلاثة مطالب:
لقد ظل الاهتمام بحفظ القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مرافقا ومسايرا الاهتمام بكتابته، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤه على صحابته، ويقرءونه فيما بينهم، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بكتابة ما ينزل عليه من القرآن فور نزوله حتى تظاهر الكتابة في السطور، جمع القرآن في الصدور.
والأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بكتابته والترغيب فيها كثيرة، منها: أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه .. ) (?)، نفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز كتابة القرآن، بل أمر بها، ولكن قد لا تتوافر لديهم وقت النزول تلك المادة المطلوبة للكتابة، ولهذا تنوعت أدوات الكتابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم (?)، وهذا يدل على مدى المشقة التي كان يتحملها الصحابة رضي الله عنهم في كتابة القرآن، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب أنه قال: لما نزلت: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (?)، قال