8192 - ولمسلمٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اهجوا قريشاً، فإنه أشد عليهم من رشق النبل))، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: ((اهجهم)) فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان، فلما دخل عليه قال حسان: قد آن

-[381]- لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه، فجعل يحركه فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فرى الأديم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريشٍ بأنسابها، وإن لي فيهم نسباً حتَّى يخلص لك نسبي))، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((هجاهم حسان فشفى واشتفى)).

قال حسان:

هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمداً براً تقيًّا ... رسول الله شيمته الوفاء

وإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء

يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء

جج

تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء

وقال الله قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله قد يسرت جندًا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015