7674 - ابن عباس: لما بعث الله موسى، وأنزل التوراة، قال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيم، ولو شئت أن تطاع لأُطعت، ولو شئت أن لا تعصى ما عُصيت، وأنت تحب أن
-[288]- تطاع، وأنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب؟
فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فلما بعث عزيراً، وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بنى إسرائيل، حتى قال من قال منهم: ابن الله، فقال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيمٌ، مثل ذلك، فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فأبت نفسه حتى سأل أيضاً، فقال: أفتستطيع أن تصر صرة من الشمس؟
قال: لا، قال: أفتستطيع أن يجيء بمكيالٍ من ريحٍ؟ قال: لا، قال أفتستطيع أن يجيء بمثقالٍ من نورٍ؟
قال: لا، قال: فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم، فمحا اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم، وهو نبيٌ، فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربِّه، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، قال: اللهمَّ إنك ربٌ عظيمٌ مثله، فأوحى: إليه إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، وأنت عبدي ورسولي، وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني، خلقتك من تراب، ثم قلت لك كن فكنت، فإن لم تنته! لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فجمع عيسى من يتبعه فقال: القدر سر الله فلا تتكلفوه. للكبير بلين (?).