6354 - رقيقة بنت أبي صيفي: وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريشٍ سنون أقحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة سمعت قائلًا يقول يا معشر قريشٍ إن هذا النبيَّ المبعوث وهذا أبان خروجه فحيهلا بالحيا لخصب فانظروا رجلاً منكم وسيطًا عظامًا جسامًا أبيض أو طف أهدب سهل الخدين أشمَّ العرنين، له فخرٌ يكظم عليه فليخرج هو وولده وليهبط إليه من كلِّ بطن رجلٌ، وليستملوا الركن، ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعُ الرجلُ وليؤمن القوم فأصبحتُ فقصصت رؤياها عليهم فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب الحمد وهبط إليه من كل بطنٍ رجلٌ فاستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس، واصطفوا حوله فقام ومعه النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ أيفع فرفع يديه وقال: اللهم ساد الخلة، وكاشف الكربة، أمت معلِّم غير معلًَّم، ومسئول غير مبخلٍ، وهذه عبادك وإماؤك بعذرات حرمك يسألون إليك، سنتهم أذهبت الخف والظلف، اللهم فأمطرن علينا غيثًا مغدقًا مربعًا، فوربِّ الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظَّ الوادي بثجيجه فقالت رقيقة:

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا. ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر.

فجاد بالماء جونى له سبل. ... دان فعاشت به الأنعام والشجر.

منا من الله بالميمون طائره. ... وخيرُ من بشرت يومًا به مضر.

مبارك الأمر يستسقي الغمام به. ... ما في الأنام له عدلٌ ولا خطر.

هما للكبير بخفي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015