5627 - عَلِيٌّ: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلًا صواغًا من بني قينقاع يرتحل معنى فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فاستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار أقبلت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد جبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غناها: ألا يا حمزة للشرف النواء، فوثب حمزة إلى سيف فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فانطلقت حتى أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة فعرف - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت، فقال: ((مالك)). قلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتيَّ فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب فدعى - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن فإذا هم شرب فطفق - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمر عيناه فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصعد النظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر إلى سرته ثم صعد النظر إلى وجهه ثم قال: وهل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل فنكص على عقبيه القهقري وخرج وخرجنا معه وذلك قبل تحريم الخمر. للشيخين وأبي داود (?).