10085 - عمرُ: جاءَ جبريلُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حين غير حينه الَّذي كان يأتيهِ فيه، فقام إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: «يا جبريلُ! مالي أراكَ مُتغيِّر اللون؟

فقالَ: ما جئتُك حتَّى أمر الله تعالى بمفاتيحِ النَّار، فقال: «يا جبريلُ! صف لي النَّار، وانعت لي جهنَّم»، فقالَ: إنَّ الله تعالى أمر بجهنم فأُوقد عليها ألف عام حتَّى ابيضَّ، ثمَّ أمر فأُوقد عليها ألفَ عامٍ حتَّى احمرَّت، ثم أُمر فأوقد

-[229]- عليها ألف عامٍ حتَّى اسودت، فهي سوداءُ مظلمة لا يُضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحقِ لو أنَّ قدر ثقبِ الإبرة فتح من جهنَّم لمات من في الأرض كلُّهم جميعًا من حرهِ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنًا من خزنة جهنَّم برز إلى أهل الدُّنيا فنظرُوا إليهِ، لماتَ من في الأرض كلُّهم من قبح وجههِ ومن نتنِ ريحه، والذي بعثك بالحق لو أنَّ حلقةً من حلق سلسلةِ أهل النَّار التي نعتَ الله في كتابهِ وضعت على جبالِ الدُّنيا لارفضت وما تقارتُ حتَّى تنتهي إلى الأرض السُّفلى، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «حسبي يا جبريلُ لا يتصدعُ قلبي فأموتُ»، فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ وهو يبكي، فقال: «تبكى يا جبريل وأنت من الله بمكان الَّذي أنت بهِ؟»

فقال: وما لي لا أبكي، أنا أحقُ بالبكاءِ لعلِّي أكونُ في علمِ الله على غيرِ الحالِ الَّتي أنا عليها، وما أدري لعلِّي أُبتلى بما ابتُلي به إبليسُ، فقد كان من الملائكةِ، وما أدري لعلِّي أبتلى بما ابتلي به هاروتُ وماروتُ، فبكى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وبكى جبريلُ عليه السلامُ، فما زالا يبكيان، حتى نوديا، أن يا جبريلُ ويا محمدُ! إن الله تعالى قد آمنكما أن تعصياهُ، فارتفع جبريلُ وخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ بقوم من الأنصارِ يضحكونَ ويلعبون، فقالَ «أتضحكون وورائكم جهنَّمُ، فلو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلاً ولبكيتم كثيرًا ولما أسغتُم الطعامَ والشرابَ، ولخرجتُم إلى الصعداتِ تجأرون إلى الله تعالى»، فنُودى يا محمد لا تُقنط عبادي، إنَّما بعثتُك مُيسِّرًا ولم أبعثك معسرًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: «سددُوا وقاربُوا». للأوسط بضعف. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015