9954 - وعنه قال: خرجنا حجاجًا وعمارًا ومعنا ابنُ صيادٍ، فنزلنا منزلاً فتفرقَّ الناسُ وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منهُ وحشةً شديدةً مما يقالُ عنه، وجاءَ بمتاعه فوضعهُ مع متاعي، فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ فلو وضعت تحتَ تلك الشجرةِ، قال: ففعل فرفعتْ لنا غنمٌ، فانطلق فجاء بعسٍ فقالَ: اشرب أبا سعيدٍ،
-[198]- فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ، واللبنُ حارٌّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ على يدهِ، فقال أبا سعيدٍ لقد هممتُ أن آخذَ حبلاً فأعلقهُ بشجرةٍ ثم أختنقَ مما يقولُ لي الناسُ، يا أبا سعيدٍ: من خفى عليه حديثُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفي عليكم يا معشر الأنصارِ، ألستُ من أعلم الناسِ بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو كافرٌ؟» وأنا مسلمٌ أوليس قد قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وهو عقيمٌ لا يولدُ لهُ؟» وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلِ المدينة ولا مكة؟» وقد أقبلتُ من المدينةِ وأنا أريدُ مكةَ، قال أبو سعيدٍ: حتى كدتُ أن أعذرهُ، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرفَ مولدهُ وأين هو الآن؟ قلت: تبًا لك سائر اليومِ. (?)