9846 - وفي أخرى: قال أبو سعيدٍ: بعث عليٌّ وهو باليمنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها، فقسَّمها بين أربعةٍ بين الأقرعِ بن حابسٍ الحنظلي، وبين عيينة بن بدرٍ الفزاري، وبين علقمةَ بن علاثة العامري، وبين زيد الخيلِ الطائي، فتغضبت قريشٌ والأنصارُ، فقالُوا: يعطيهِ صناديدُ أهلِ نجدٍ ويدعنا، قالُ: إنما أتألفُهُم، فأقبل رجلٌ غائرُ العينين، ناتئُ الجبين، كثُّ اللحيةِ، مشرفُ الوجنتينِ، محلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمَّدُ! اتق الله، قال: «فمن يطيعِ الله إذا عصيتُهُ؟ فيأمنني على أهلِ الأرض ولا تأمنوني» فسألَ رجلٌ من القومِ قتلهُ، أراهُ خالدَ بن الوليدِ، فمنعهُ، فلمَّا ولى قال: إنَّ من ضئضئ هذا قومًا يقرءُونَ القرآنُ لا يجاوزُ جناجرهُم، يمرقون من الإسلامِ مروقَ السَّهم من الرَّميَّةِ، يقتلونَ أهلَ الإسلامِ، ويدعُون أهلَ الأوثانِ، لئن أدركتُهُم لأقتلنَّهُم قتل عادٍ (?).