فإن قيل: كيف يتصامم عنه، وقد روى (أبا) (?) هريرة: لما نزلت ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ: شقّ ذلك على أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، فنزلت ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (?)؟.
قلت: ذلك لا يصح أن يكون ناسخا للأول، لأنه خبر من الله عزّ وجلّ (?) وخبر الله عزّ وجلّ لا ينسخ (?) وأيضا فإن الثاني في أصحاب اليمين، والأول في السابقين، وليس في الحديث ما يوهم ما ذكروه، ولم يفهموا معنى الحديث.
وإنّما معناه: أنهم لما شق عليهم قلة السابقين أخبرهم الله عزّ وجلّ بكثرة أصحاب اليمين، فسّروا بذلك وقال صلّى الله عليه وسلّم: «الثلتان من أمتي، إني لأرجو (?) أن يكونوا نصف أهل الجنة، ويغلبوهم في النصف الثاني» (?).