قراءتهم، وتدبروا روايتهم، وعلموا ثقتهم وعدالتهم، وإنما سلكوا
المحجّة العظمى، ونكبوا عن بُنَيَّات الطرق، ورفضوا الشاذ، واعتمدوا
على الأثر، وهجروا من خالف ذلك، ولم يأخذوا عنه، وتركوا قراءة من
كان يرى جواز القراءة بما يجوز في العربية، وإن لم يرجع إلى آثار
مروية عملاً بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
وعن عقبة بن عامر الجهنيّ، رحمه الله: آخر ما عهد إلينا
رسول الله عته أنْ قال: "عليكم بكتاب الله، وسترجعون إلى قوم يحبّون
الحديث عني، ومن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن
حفظ شيئاً فليحدث به ".
ومما يوضح تفسك هؤلاء الأئمة بالنقل ما نراه في قراءاتهم من قراءة حرف في موضع على وجه، وقراءة ذلك الحرف في غير ذلك الموضع على خلاف ذلك كما قرأ نافع (يحزن) في جميع القرآن إلاّ في الأنبياء، وكما قرأ القرّاء كلهم "سُخْريًّا" بالضم في الزخرف، وكسره من كسره في سوى ذلك.
وجاء في القرآن "إبراهيم"، عليه السلام في تسعة وستين موضعاً.
قرأ ابن عامر، رحمه الله، منها ثلاثة وثلاثين "إبراهام "، وقرأ إبراهيم في
الباقي، حتى إنه يقرأ في السورة الواحدة في موضع منها: إبراهام، وفي