قرأ (أوَ آبَاؤُنَا) (أوَ أمِنَ) فلا يقف؛ لأن واو العطف من جملة الكلمة
التي دخلت عليها.
ومن ذلك قوله عزّ وجلَّ (مَا لِيْ لا أرَى الهُدْهُدَ)
و (مَالِيْ لَا أعْبُدُ الَذِيْ فَطَرَنِيْ)
"ما" كلمة، و "لي" كلمة.
وفرّق العمانيّ بينهما، فزعم أن "مالي" في سورة النمل كلمة.
و"مالي " في سورة "يس" كلمتان.
وقال في التي في النمل هي كلمة واحدة للاستفهام.
قال: وهو مالي الذي في معنى "ما" المستفهم بها، قال:
لا فرق عندي بينهما، يقول: "ما"، و "مال "، قال إلا أنّ "ما" يرتفع ما
بعدها، تقول: ما حاجتُك، وما الشيءُ الذي عندك، و "مالِ"
لا تستعمل إلَّا مضافاً إليها تقول: "ما لزيد" و "مالِ هذا الكتاب "
و"مالي ومالك وماله ".
فقوله: (مالي) في سورة النمل هي كلمة واحدة، وقوله
في سورة النمل غلط عليه، أو منه، إذ لا فرق بين ما في سورة النمل، وما
في سورة يس، ولعلّه أراد الذي في النساء والكهف والفرقان
والمعارج، فإنّه كتب "مال" اللام منفصلة ممّا بعدها فاغتر بذلك.
وظنّ أنّ "مال" كلمة، وذلك باطل، وإنّما هي "ما" الاستفهامية واللام لام
الجر، ولا يصح أن تكون "مال " كلمة استفهام مثل: "ما" ولا يقول