لم يجز حذفها في اللفظ قياساً على المحذوفات، وعلى ما توجبه العربية
لخلافه المصحف، واتباع الأثر، والإمام لازم.
ومن قرأ (تهدي) فلثباتها عنده في الخطّ قرأ كذلك، ولا يؤخذ
بقياس العربية إذا أدّى إلى مخالفه المصحف، والله أعلم.
وقوله: زعم ابن الأنباري أنّ الكسائي وقف على (بهادي العمي)
بالياء في السورتين، فهو زعم صحيح، وقد رويت عن شيخنا أبي
القاسم الشاطبيّ، رحمه الله، عن أبي الحسن بن هذيل، عن أبي داود.
عن أبي عمرو، حدّثنا محمّد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني
محمد بن يحيَى الكسائيّ، حدّثنا خلف، عن الكسائي أنه كان يقف
على: (بهادِ العمي) في النمل والروم بالياء.
قال أبو عمرو: وكذلك روى سَوْرة بن المبارك عنه.
وقال أبو عمرو: وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، حدثنا عبد الواحد بن عمر، حدّثنا عيّاش بن عمر، حدثنا أبو عمر الدوري، عن الكسائيّ أنه وقف عليهما بغير ياء.
قال أبو عمرو: وكذلك روى الحلوانيّ، عن أبي عمر عنه.
قال أبو عمرو: وبالرواية الأولى قرأت، وبها آخذ.
قلت: الحرف الذي في النمل، ليس كالذي في الروم، لأنّ الذي في النمل ثابت خطًّا والذي في الروم محذوف، وقد روى قتيبة، عن الكسائيّ أنّه وقف على الذي في النمل بالياء، قال قتيبة.
وقال الكسائى: ما كان بالياء وقفتُ عليه