فإن قيل: فكيف يصح على ما ذكرت من أن معناه الجمع أن يقال:
إن علينا جمعه وجمعه، وقد قال الله عز وجل: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) ؟
قلت: قال أبو علي: الجمعٍ أعم، والقرآن أخص.
فحسن التكرير لذلك، كما يجوز: أعلمْتُ زيدا، وأنذرته؛ لأن الإنذار
أخص؛ لأن كل منذر مُعلم وليس كل مُعْلم مُنذراً.
كذلك قرأت وجمعت، قرأت أخص من جمعت، وإذا جاز استعمال المعنى الواحد بلفظين مختلفينَ نحو: أقوى وأقفر فأن يجوز فيما تختص فيه إحدى الكلمتين بمعنى ليس للأخرى أولى
وعن ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ألقى إليه جبريل عليهما السلام القرآن يعجل لحرصه، وخوفه أن ينساه، فيساوقه في قراءته، ويحرك شفتيه، وحرك ابن عباس شفتيه، فقيل له: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه لك وقرآنه.