جائز، إما تام وإما كاف، واتصالها بالقسم في أربعة مواضع:
(قَالُوا بلى وَرَبِّنَا) في الأنعام، والأحقاف و (قُلْ بَلى وَربِّيْ) في سبأ، والتغابن.
فالوقف في هذه المواضع علن القسم عند أصحاب الوقف، ويوقف عليها
فيما سوى ذلك، وهي ثمانية عشر موضعاً، وقال أبو محمد الحسن بن على بن سعيد المعروف بالعماني في قوله عز وجل: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) .
ونحوه يبتدأ ب (بلى) وهو جواب لقولهم (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) ، فقيل لهم: بلى تدخلونها وتخلدون فيها وقال في قوله عز وجلَ:
(لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى) . . .
لم يجز أحد منهم الوقف على (بَلَى) ؛ لأن ما بعده في جملة الجواب، ومعنى
الكلام: أن اليهود قالت: لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً، فقيل
لهم: بلى يدخلها من أسلم وجهه لله، فقوله تعالى: (بَلَى) جواب
للجحد، وما بعده كلام أوجبه (بَلَى) ثم قال فما بعد (بَلَى) في الآيتين
هو كلام أوجبه (بَلَى) قال: وهذا مثل قول القائل: لن يكون هذا الأمر.
فيقال له: بلى يكون فبلى هو الجواب، وقوله يكون إنما هو إعادة لما
نفاه القائل، أعيد على وجه الايجاب، فلا يفصل بينه وبين (بَلَى) .
قال: والوقف على (بَلَى) في الآيتين غلط، ومن أجازه فقد أخطأ؛ لأنَّ
(بَلَى) وان كان جواباً للجحد الذي قبله، فهو إيجاب لما بعده، فلا
يفصل بينه وبين الشيء الذي يوجبه كحرف التوكيد.
ألا ترى أنك إذا قلت: إن زيداً قائم، فقد وكَّدت الأخبار بالقيام بحرف التوكيد، وهو