حدثنا بذلك شيخنا أبو القاسم بن برهان، قال شيخنا أبو اليمن.

رحمه الله: نقلت هذا الفصل من تعليقه - بخَطه يعني أبا الكرم

المبارك بن فاخر، وليس الأمر كما ذكِر أبو يوسف فإن الكلمة الواحدة

ليست من الإعجاز في شيء، وإنما المعجز - الرصف العجيب والنظم

الغريب، وليس ذلك لبعض الكلمات.

وقوله: إن بعضه تام حسن كما أن كله تام حسن يقال له: لو قال قارئ: (إذا جاء) ، ووقف، أهذا تام وقرآن؟

فإن قال: نعم، قيل: أفما يحتمل أن يكون القائل أراد إذا

جاء الشتاء؟ وكذلك كل ما يفرده من كلمات القرآن موجود في كلام

البشر، فإذا اجتمع، وانتظم انحاز عن غيره، وامتاز،، ظهر ما فيه من

الإعجاز، ففي معرفة الوقف، والابتداء الذي دونه العلماء تبيين معاني

القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص

على درره، وفرائده، فإن كان هذا بدعة فنعمت البدعة هذه.

وأجاز جماعة من القراء الوقف على رؤوس الآي.

عملا بالحديث، فيقولون: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم يقولون (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وهو مذهب يؤيده الحديث والمعنى.

أما الحديث فقد ذكر، وأما المعنى فإن هذه الفواصل إنما أنزل

القرآن بها ليوقف عليها، وتقابل أختها، وإلَّا فما المراد بها؟

ألا ترى أن (بمصيطر) تقابل (إنمَا أنتَ مُذَكرٌ) ، وكذلك (الأكبر) ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015