ممدوداً، ولا نمد مقصوراً، قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، نسفل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء، وأصحاب اللغات أصاغر عن أكابر، ملي عن وفي.
ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن، ولا نستعمل فيه الرأي.
ثم قرأ نافع، رحمه الله: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) .
قال أبو عمرو عثمان، رحمه الله: لا يتمكن التجويد، ولا يتحصل
التحقيق إلا بمعرفة حقيقة النطق بالمحرك، والمسكن، والمختلس.
والمرام والمشم، والمهموز، والمسفل، والمحقق، والمشدد.
والمخفف، والممدود، والمقصور والمبين، والمدغم، والمخفي.
والمفتوح، والممال.
قلت: ومن جملة التجويد معرفة أحكام النون الساكنة، والتنوين
في الإدغام والإظهار والقلب والإخفاء، وقد ذكرت ذلك مشروحاً في فتح
الوصيد.
قال أبو عمرو الداني، رحمه الله: فأمَّا المحرك من الحروف
بالحركات الثلاث فحقه أن يلفظ به مشبعاً، وأن يؤتى بالحركات كوامل
من غير اختلاس، ولا توهين يؤول إلى تضعيف الصوت بهن، ولا إشباع