لعبد الله بن كثير: عمن أخذت الميمات؟
فقال، سألت مجاهداً كما سألتني، فقال: سألت عبد الله بن عباس كما سألتني فقال: سألت أبي بن كعب كما سألتني فقال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني فقال: سألت جبريل كما سألتني فقال: هكذا وجدته في اللوح المحفوظ عن القلم عن رب العالمين "
قلت: ولا يصح أن يقول أبى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عمن أخذت الميمات؟ ولا أن يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل مثل ذلك.
ومجاز هذا أنّ أبُيًّا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الميمات، ولم يقل عمن أخذتها، وكذلك سؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليه السلام، إن صح.
* * *
الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء
الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة، أو ساكن، تمكين
هذه الأحرف، وتبيينها، وتقويتها، لأنها هوائية ليس لها مخرج يحويها.
وتعتمد عليه اعتماداً قوياً، لا سيما الألف، فإنها لا اعتماد لها ألبتة على
شيء، وأمَّا الواو فإنها تنضم بها الشفتان، والياء يرتفع بها اللسان نحو
الحنك، لذلك لم يبلغا في المد مبلغ الألف.
وقال الخليل - رحمه الله -: منتهى الصوت بحرف المد واللين
عند ابتداء الهمزة، قال: ومن أجل ذلك ألحقوا بعد الواو ألفاً في
الكتاب في نحو: "آمنوا".
ولهذه الأحرف في أنفسها مد لا يتوصل إلى الإتيان بها إلَّا به،