وكذلك كتبوا في المصاحف: (أيْنَمَا يُوَجهْهُ) في
نظائره، وكذا (ما) وصلوا فيها من الحروف بالأسماء نحو: (عم يتساءلون) .
و (مِم خُلِقَ) و (فِيْمَ أنت) وشبهه.
قال: وهذا هو الصحيح في هذه الكلمة.
قال: فأمَّا قول من قال من النحويين: إن الأصل في "مهما" "ماما"
وإن "ما" الأولى للشرط، و"ما" الثانية هي التى تزاد توكيداً للشرط في
نحو قوله تعالى: (وإما تعرضنَّ) و (أينما تكونوا) ، ولكن أبدل
من الألف الأولى الهاء ليختلف اللفظ، فليس ما قاله بمستقيم من
خمسة أوجه:
أحدها: أن اللفظ والخط بخلافه إذ الهاء بينهما لا الألف.
قلت: قول ضعيف من أبي عمرو، رحمه الله؛ لأنهم قالوا: كان الأصل
"ماما"، ثم قلبوا ألف "ما" الأولى هاء، ولو كانت بينهما الألف لكان هو
اللفظ الذي فروا منه.
قال أبو عمرو:
والثاني: أنه عدول عن النطق الذي قد أمرنا بالتمسك به، وألزمنا
اتباعه من غير ضرورة تدعو إلى خلافه؛ إذ المعنى مستقيم على ما
ذكرناه فيه.
قال، ويزيده بياناً قوله تعالي: (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)
(فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ)