وإنما كانت تفرق بين ما يثتبه، ويشكل مما تتفق
صورته، ويختلف لفظه، أو معناه بالحروف.
ألا تراهم كتبوا: هذا عمرو بالواو للفرق بينه ويين عمر، وكتبوا أولئك، وأولي بالواو للفرق بينه، وبين إليك، وإليَّ، وكتبوا مائة بالألف للفرق بينها ويين منه في نظائر لذلك.
وهم مع ذلك لا يلفظون بتلك الحروف التي أدخلوها للفرق.
فدل ذلك على صحة ما قلناه، قال: ومما يدل على أنهم رسموا على
وإلى ولدى، للفرق لا غير إجماعهم على ترك إمالتهن.
على أن أئمة القراءة لم تمل ما كان من ذوات الياء للرسم فقط، بل إنما أمالته من حيث صحة الرواية بإمالته عندهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دلت على حسنها، وجوازها، وتأكدها، وقوتها برسم تلك الحروف بالياء إذ الإمالة من الياء والياء من الأسباب الجالبة لها.
* * *
روي عن قنبل، عن ابن كثير، وابن ذكوان ترقيق اللام من:
(الم) قال ابن ذكوان: وكذلك اللام في كل القرآن، وقال أبو بكر.
عن قنبل: وكذلك: (الر) و (المر) و (المص) .