والإمالة والتفخيم لغتان، وبجميع ذلك نزل القرآن، وليس بعض
القراءة بذلك أولى من بعض، ولم يزل نقل ذلك متواتراً من زمان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وصل إلينا.
وقد روي في الإمالة آثار أنا ذَاكِرُها: من ذلك:
ما روى صفوان بن عسَّال: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: (يَا يحيى) ، فقيل له: يا رسول الله تميل، وليس هي لغة
قريش، فقال: هي لغة الأخوال بني سعد".
وحدثنا أبو البركات البغدادي، حدثنا المبارك بن الحسن بن
أحمد بن علي الشهرزوري، أنبأنا أبو الحسن على بن الحسين بن أيوب
البزَاز، حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤذن، حدثنا أبو على
محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن سعدان الضرير، حدثنا أبو عاصم
الكوفي الضرير، عن محمد بن عبد الله، عن عاصم، عن زِر بن حبيش.
قال: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود (طه) ولم يكسر، فقال
عبد الله بن مسعود: (طِهِ) وكسر الطاء والهاء، فقال الرجل: (طَهَ) ولم
يكسر، فقال عبد الله: (طِهِ) وكسر، ثم قال عبد الله: والله لهكذا
علمنّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أقرأني على بن أبي طالب (رأى كوكباً) .
بالإمالة.
وحدثنا أبو القاسم بن فِيْرة الشاطبي