وروى العبَّاس، عن أبي عمرو إدغام الباء في الفاء في قوله: (لاَ رَيْبَ فِيْهِ)
في جميع القرآن.
وحكى أبو عبد الرحمن، عن أبيه أنّه قال:
يلزم أبا عمرو أن يدغم: (طَلّقَكَن) .
قال الشيخ عبد الواحد: وإلزامه ذلك أبا عمروٍ يؤذن بأنّه لم يكن يرى إدغامه.
قال: وكان أبو بكر، رحمه الله، لا يرى إدغامه، يعني ابن مجاهد.
قال أبو طاهر: ولم يلتق في القرآن غين مع غين إلَّا في
قوله عز وجل (وَمَنْ يَبْتَغِ غيْرَ الإسْلاَمِ)
قال: وإدغامه عندنا قبيح لسقوط الياء بعد الغين، وقد روى أبو عبد
الرحمن، عن أبيه، عن أبي عمرو إدغامه، وكذلك روى
الأصبهاني، عن ابن سعدان، عن اليزيدي، ولم يلتق في القرآن
خاءان.
فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين، والخاء
فيما رُوي عن نافع وعن أبي عمرو؟
قلت: الإدغام لغة بعض العرب، والبيان أشهر، وأجود، وأكثر، وإنما أخفاها بعض العرب عند الغين، والخاء إجراء لهما مجرى القاف؛ لأنهما من المخرج الثالث، وهو أدنى مخارج الحلق إلى اللسان.