وعن أبي بكر بن عيَّاش: قراءة حمزة بدعة.
وعن عبد الله بن إدريس أنه لعن من قرأ قراءة حمزة.
واعتمد من مال على حمزة، رحمه الله، على هذا.
وذكر أن أحمد بن حنبل - رحمه الله - كره قراءة حمزة.
فأمَّا ما روي عن سفيان بن عيينة فإن جنادة بن محمد غير معروف
عند أهل الحديث، وقد كان هشام بن عمار يروي عن سفيان بن عيينة.
فكيف روى عن هذا الرجل المجهول عنه؟ وإن صح أن سفيان قال
ذلك، فهو مجهول عند أهل العلم.
على أن سفيان سمع من غير حمزة قراءة عزاها القارئ إلى حمزة، فأنكر ما فيها من الإفراط، وتجاوز الحد.
وأما قول أبي بكر بن عيَّاش: قراءة حمزة بدعة، فذلك مما لا
يضر، ولا يعد طعناً، فقد يبتدع الشيء، ويكون حسناً، على أنه لم
يبتدع ذلك، ولكنه رواه عن أئمته، على ما قدمناه.
ولم يكن أبو بكر، رحمه الله، يعرف غير قراءة عاصم، فلما سمع ما لم يعرفه أنكره، وسماه بدعة.
وأما عبد الله بن إدريس فإنه سمع من يقرأ، ويتجاوز الحد.
وينسب ذلك إلى حمزة، وحمزة بريء منه، فقال ما قال.
وكان ينبغي له أن يلعن من قرأ تلك القراءة التي سمع، ولا يلعن من قرأ بقراءة حمزة.
وقد قال شعيب بن حرب: كنت ألوم من يقرأ بقراءة حمزة حتى
دخلت، فقرأت عليه، فلما رآه شعيب، وسمع قراءته رضيها، وقبلها.
وكان يقول بعد ذلك لأصحاب الحديث: تسألوني عن الحديث، ولا
تسألوني عن الدر، فقيل له: وما الدر؟
فقال: قراءة حمزة.