ونشأ بالبصرة، ومات، رحمه الله، بالكوفة عند محمد بن سليمان

الهاشمى سنة أربع وخمسين ومائة، وله من العمر ست وثمانون سنة.

وذلك في أيامٍ المنصور، وكان اختياره في قراءته التخفيف والتسهيل ما

وجد إليه سبيلا، وأطبق الناس على قراءته، وكانوا يشبهونها بقراءة ابن

مسعود، وكان بعضهم يوصي بعضاً بقراءته.

وقال نصر بن على: قال أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأ أبو عمرو، وما يختار لنفسه، فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذاً

قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟

قال: على قراءة أبي عمرو.

قال نصر: قلت للأصمعي: كيف تقرأ؟

قال: على قراءة أبي عمرو.

وقال عبد الله بن جعفر: قدم علينا أبو عمرو المدينة فتفوضت إليه

الخلق، وقرأنا عليه، فما نعد من قرائنا قارئاً لم يقرأ على أبي

عمرو.

وقال وكيع: قدم أبو عمرو بن العلاء الكوفة، فاجتموا إليه كما

اجتمعوا على هشام بن عروة.

وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: الحقّ نُتَف، ويكره الإكثار في كل باب، وأحسن الأشياء في ذلك أن يقصد إلى إيجاز الكلام.

وقال أبو عبيدة مَعمَرُ بن المثنى: كان أبو عمرو بن العلاء أعلم

الناس بالقرآن، والعربية، وأيام العرب، والشعر، وأيام الناس، وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015