فقال الكسائي هذا لا أعلمه بعلمي، ولا يعلمه أحد إلا بالتعلم.
ثم سأله عن حروف كيف كان أبو جعفر يقرؤها؟
وكيف كان شيبة يقرؤها؟
فقال له: قراءة نافع فيها كذا وكذا، وهي قراءتنا، وإنه قد كفانا
المؤونة، حتى لو أدْرَكْنا من أدْرِك ما عدونا نافعاً؛ لأنه أخبرنا أنه أدرك
هؤلاء القوم، فنظر إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذه، وما شذ فيه
واحد، فتركه.
قال: فإني على حال أحب أن تعلمني، فأبى، فكلم
الكسائي الفَضْلُ، وذكر أنه إنما سأل أمير المؤمنين هارون هذا المجلس
لهذا المعنى، فقال له الفضلُ: أحب أن تجيبه إن خفَّ عليك، فإن له
من أمير المؤمنين ومنا مكاناً، فقال: ما يثقل على أن أكون أعلمه إلا أنه
شيء قد أمتناه بالمدينة.
واجتمعوا على قراءة نافع.
قال: فإني أحبُّ أن تفعل، قال: سل عما بدا لك، فأخذ يسأله، وهو يجيبه، قال: فيها أبو جعفر، وشيبة، وفلان.
وقال محمد بن إسحاق أخبرني أبي أنه لَمَّا صلى بالناس بالمدينة
جهر بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال: فأتاني الأعشى أبو بكر ابن أخت
مالك بن أنس، رحمه الله، فقال: إن أبا عبد الله يقرأ عليك السلام
ورحمة الله، ويقول لك: من خفته على خلاف أهل المدينة فإنك